الطبخ في «دلما التاريخي».. أبعاد حضارية لثقافة الغذاء

يحتفي مهرجان دلما التاريخي في دورته السابعة، بالأصالة والتنوع في تراث الدولة من خلال برامجه التي تهدف إلى إظهار الخصوصية الثقافية لمجتمع الإمارات، لاسيما في المأكل والملبس وارتباطهما بأنماط الحياة وسبل العيش القديمة وتوافقها مع البيئات المحلية بما يحافظ على العلاقة التبادلية المستدامة معها.

المهرجان الذي يُقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ويستمر حتى الأحد 5 مايو الجاري، يتجلى فيه التميز الذي يصف طبيعة الحياة في الإمارات، وهو وليد إرث حضاري ومعرفي متنوع لإنسان المنطقة يمتد إلى آلاف السنوات، الذي صنع بتفاعله مع العناصر المحيطة به ثقافته الخاصة المميزة له.

الصورة

وجاء الاهتمام بالمطبخ الإماراتي ضمن فعاليات المهرجان استجابةً لأهدافه التي يقف على رأسها تعزيز استراتيجيات صون التراث الإماراتي، والتعريف بالعادات والتقاليد، فضلاً عن دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة، وتسليط الضوء على تاريخها وإمكاناتها السياحية.

وتُقام يومياً مسابقة تحظى بشعبية كبيرة بين الحضور بمختلف فئاتهم، لطبخ إحدى الأكلات الإماراتية الشعبية، فيحرصون على متابعة كل مراحل المسابقة التي يحافظ من خلالها المتسابقون على خصوصية الطبخ الإماراتي وتقاليده في استخدام المكونات الصحية والطبيعية، لاسيما المأكولات البحرية والحبوب الكاملة واللحوم، وطبخها بطرق تجمع بين المذاق الطيب والحفاظ على القيمة الغذائية لها في الوقت نفسه.

ويتبارى المشاركون يومياً في إعداد أطعمة حلوة منها العصيدة، والخبيص، والبلاليط، والساقو، والأكلات التي ترتكز على الأسماك أو الدجاج أو اللحم والخضر، مثل العرسية، والمضروبة، ومشغول السمك، والمرقوقة، والمعكرونة، ويتوج خمسة فائزين يومياً بمسابقة إحدى الوجبات، حيث رصدت أكثر من خمسين جائزة للفائزين على مدى أيام المهرجان.

الصورة

وتهدف المسابقة إلى الحفاظ على المأكولات التراثية الإماراتية والترويج لها وسط رواد المهرجان لاسيما من الجيل الجديد، والتعريف بثقافة الغذاء الفريدة في الدولة، إضافةً إلى توسيع مشاركة أهل المنطقة في فعاليات المهرجان.

ويأتي الاهتمام بالمطبخ الإماراتي في مهرجان دلما التاريخي، ضمن دور المهرجان في التعريف بكافة الجوانب الحضارية للدولة، بما يشمل الأبعاد الاجتماعية للتقاليد والموروثات الغذائية التي شكلت إحدى العلامات المميزة للمجتمعات في الدولة والمرتبطة بدلالات الهوية الوطنية، حيث يحافظ المطبخ الإماراتي على طابعه التقليدي وخصوصيته المرتبطة بعراقة المجتمع المحلي الذي ما زال يحافظ على تقاليده الغذائية ويفضلها على ما عداها.

الصورة
الصورة
Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-05-03T19:10:33Z dg43tfdfdgfd